Amani Zaïbi ǀ sèrieAlfa 74

 

 

نبوءة الموت

 

أنتَ الغريب بكلّ ما أوتيتَ منْ وجع الحمى

تمشي على هرب الطريق وتُوقد الأقمارَ من كبد المدى

تغفو على خطو يُسامر خطوهُ المهزومَ في أعمارنَا

ومضيتَ تعزفُ زحمةَ الأوجاعِ

والأيام تهتفُ كيف تمضي كيف شاء

زمامك المتروكَ في أقدارِنا؟

مازلتَ تسكنُ شهقة الموتى وتُلقي فوق أعشاش السماءِ

نُبوءتي

مازلتَ تعهدُ دمعنا وتُهيل في أنهار خمر

ضفة ملء الصّدى

مازلت حيّا في ربى الأذكار تنسى

بَعضنا...

غيب يَحلّ على مساءات الشّجى

وعلى ضجيج الماءِ تحملُ صمتَ أصهارِ المدائنِ

تنحني في نغمةٍ.

أنتَ الغريبُ بكل ما أوتيت من لغةِ النّدى

بُعثتْ بك الأنوارُ في أحشاءِ أرغفة الهوى

كقصيدةٍ كست السماء بحرفها منْ آية فوق المدائنِ

تَنْجلي...

في خفقةِ الأرواحِ وذكرى القوى

تَسقى الأنا وتكاد تحي موتنا

وتجرُّ القرون وتحملُ التّاريخَ في محراب ذاكرةٍ

وتجري في ظلالِ اللاّهُنا

في الجرُحِ ليل جاءَ من أوتار آهات الضّحى

فالجرح لؤلؤة الدّجى

وجبينُه مسكٌ وإصباح الثّرى

أنتَ الغريبُ بكلّ ما أوتيتَ من وحي القُرى

كالشّعر تخلقُ كون أنفاسٍ وأنّات المساء

وحزننا

دع مامضى

كن ما ترى

مالاترى

كن نجمة في الجرح تخبزُ فجرها للأنبياءْ

قد أقبل النساك من نكساتنا ليشيّدوا فوق الغمام مدينة

ملء الجدائل تحتسي الآمال روضة طيبها

ملء القصائد تنحني الأصداء في عثراتنا

صهباء شامخة الهنا

فاشرب من الحلم الشقي نبيذنا

لتكون قافلة الرّؤى

 

أماني الزعايبي، شاعرة شابة، ولدت في 11 جوان 1991، مسجلة في رسالة الدكتوراه بكلية الآداب بصفاقس حيث تحصلت على الماجستبر في الفلسفة، عضوة في عديد الجمعيات و النوادي الثقافية، تحصلت على عديد الجوائز في ملتقيات الشعراء الشبان سنتي 2015 و 2016 بصفاقس و قابس (تونس)

 

 

Amani Zaïbi